حوار مع صديقي قصه من الواقع

بدا الحوار بينا هكذا


قلت _السلام عليكم


قال-وعليكم السلام


ثم فاجائني بهذا السؤال!




انت مغترب في بلد اجنبي؟ قلت نعم وانت تعرف ذلك لماذا السؤال؟



قال ولديك اصدقاء اليس كذلك؟ قلت نعم من الطبيعي ان يكون لي اصدقاء انا انسان سوى؟



قلت:_ ازيدك من الشعر بيت يحترموني واحترمهم وازورهم ويزوروني رغم انهم كلهم اجانب



لكن بيننا تبادل احترام وزمالة عمل؟


ثم قال سبحان الله !!!وعلامات الاستغراب على وجهه



انا هنا في بلد عربي مسلم وليس لي صديق واحد سوى ابو عبدالملك



فهو رمز الطيبه والاستقامه




كما ان الناس هنا ليس لديهم اي اسلوب راقي للكلام


فهم يعاملوننا كاننا اتينا من كوكب اخر



وتناسوا اننا نتقاسم الدين واللغه وكثير من العوامل المشتركه


الا يكفي هذا ان كون مستغربا؟


ثم قال :-يؤسفني اخي ان نكون هنا اجسادا بلا ارواح بلا قلوب



ثم قال_والحسرة بادية علي جبينه لولا الحاجه لبعض المال لاهلي لرحلت بلا عوده



وعندما رايت الحزن يعتصر قلبه وقد قطب جبينه



احببت ان اخفف عنه


فقلت:-هون عليك اخي الغالي
ولاتحزن فانت هنا بمهمة جليله من اجل اهلك

ولاتنسى انهم كذلك ضحوا من اجلك


واينما ذهبت ستجد الخير والشر الا ان حجج الشر الباطله تزينه اكثر لغير العقلاء


ثم قلت له_لابد من طلوع الشمس مهما كان الظلام حالكا ابتسم


حتى ولو كانت ابتسامتك مملوءة بالدموع حتي ولو غطتها سحائب الحزن السوداء




وكن شامخا كالجبل الذي لاتهزه هبوب الرياح ولاتخيفه زمجرة الرعود



ثم قال_اتعلم احيانا انني افكر لما انا هنا؟


وماهو الهدف؟

فانا لا يهمني جمع الاموال ما اريده هو لقمة عيش لي ولاهلي الا استحقها؟!!!



فانا ارى الطعام يرمي للكلاب ويوضع في الحاويات و...



وكثير من فقراء العالم يموتون جوعا؟

اهذا عدل؟

اين البشر وهل هناك بشر الان؟


وهل لهم قلوب؟ اشك في ذلك

ثم قال:-

يؤسفني اخي ان اقول

اننا اناس لكن دون قلوب


واردف قائلا:



اول مرة اشعر انني مشتاق للبكاء




اه ما اقسى قلبي..لا اريد ان اكون بشريا خاليا من المشاعر



لاريد ان اكون بلا قلب لا اريد ان اكون مثلهم لااريد



عندما احسست بمعاناته احببت ان اخفف عنه


وقد اثر ماقال بي فبدات بالبكاء


ثم قلت له_ لما لا تحاول البكاء


لعله يخفف بعض اوجاعك او يمسح بعض الامك



او لعله يداوي جراحك


ثم بدا بالبكاء وقال_


بالله عليك لو رحلت الان من سيكون بقربي!!!!



فقلت له عملك لا سواه



فقال :- اني في شوق الى ربي


اشهدك على ذلك



لانني لاعلم مابي هذه الايام


ثم تنهد حتي كادت روحه تفارق جسده



وبكي وكذلك انا


ثم قلت له_



اخي العزيز اذهب وتوضاْ وصل لربك تكسب رضاه



وابشر بعفوه واسال كريم لايرد يدا مدت اليه



ثم ادع لي ولك بحسن الخاتمه


فنظر الي ساعته ثم قال:-


انا الان في ساعة يراني بها ربي لاادري لما قال ذلك فربي يرانا كل الاوقات




ثم بدا بالدعاء وغاب عن وعيه


وكانه لايحس بوجودي



ثم اطال القيام واطال الركوع



ثم سجد فطال سجوده حتى ظننت انه فارق الحياة



ثم نهظ وقال اللهم مالك الملك انت تعلم انه لادرهم لي ولادولار ولادينار



ولم اسعي يوما لجمعها الا ماارد به رمقي


فاغنني بفضلك عمن سواك


يارب


فخرجت من عنده لانني اعلم انه لايحس بي فهو في خلوة مع من يحب





اه ما اجمل ان تخلو بمن تحب وان تناجيه



وتعلم انه يحبك وتكون متاكدا من ذلك




اخي القارئ الحبيب اتعلم ان الله يحبك




هل حاولت ان تحبه انت ايضا؟



هل حاولت ان تناجيه؟



اذا لم تفعل فابدا من الان فلم يفت الاون



لكن تدارك نفسك قبل ان ياتي مفرق الجماعات


ارجوا ان اكون قد وفقت بطرح هذه الماده


والسلام

تحصل كثير ومافي عبره

صدقت والله

لاحول الله

قصه ولا اروع والله يجزاااك الف خير

واقعيه والله دارت بيني وبين صديقي

هذا صديقك اكيد مغترب في السعوديه

والله انه صدق
سليمان